كتبت نورا فخرى

اختطاف المدونين وإخفاؤهم فى معسكرات الأمن المركزى بشكل غير قانونى، ودون الإعلان عن أماكن تواجدهم، كان المحور الرئيسى فى الندوة التى نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، بالتعاون مع جماعة شباب 6 أبريل بعنوان "حرية المدونين والتدوين"، حضر الندوة ممثلون لعدد من المنظمات الحقوقية ومدونون، بالإضافة إلى ذوى المدونين الذين تم اعتقالهم مؤخراً، ومن بينهم محمد عادل الذى لم يُعرف حتى الآن مكان احتجازه.

أحمد سيف الإسلام، مدير مركز هشام مبارك للقانون، ندد باحتجاز المدون محمد عادل فى إحدى معسكرات الأمن المركزى، دون صدور أمر رسمى باعتقاله. وحذر سيف من أنه إذا كان قانون الطوارئ يسمح بمثل هذه الانتهاكات، فإن هناك كارثة أكبر قادمة تتمثل فى قانون الإرهاب وقانون البث الفضائى، والتى ستطول المدونين والنشطاء السياسيين.

وهو ما أكده جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، "مصر تعيش فى طوارئ منذ 27 سنة، شهدت أعلى عدد لسجناء الرأى، من بينهم 7 مدونين"، وأضاف عيد أن الداخلية تخالف حتى قانون الطوارئ، مشيراً إلى أن القانون يسمح باعتقال الأفراد "لكنه يفرض الإعلان عن مكانهم، وهو ما لم يحدث فى حالة محمد عادل الذى لا نعلم مكان اعتقاله حتى الآن".

عبارات عيد فتحت المجال لوالد محمد عادل ليذكر، بالتفاصيل، لحظات اعتقال ابنه والزيارات المتكررة لقوات الأمن لمنزله، "فوجئت بقوات الأمن تقتحم المنزل، وتفتش فى كل مكان، وعندما عثروا على اسطوانة لزغلول النجار كنت قد أهديتها لابنى، تحدث أحدهم تليفونياً، وقال هل تنفع يا فندم"، وعبر عادل فهمى عن اعتقاده بأن سبب تفتيش منزله المتكرر، ربما يكون بسبب تضامن ابنه مع قافلة دعم الحصار "أنا فخور بمحمد".

اختفاء محمد عادل سيطر على اهتمام أغلب الحضور، وخاصة من المدونين، ومن بينهم وائل عباس وعبد المنعم محمود اللذان أكدا على أنه كان يرغب فى أن يصل رأيه إلى الجميع، وكانت له قدرة خاصة على الإقناع، وكان يتمتع دائماً بمعنويات مرتفعة.

أما والدة محمد خيرى، أحد المعتقلين فرغم عدم تمكنها من الحضور، إلا أنها كانت حاضرة برسالة تلاها أحد أعضاء جماعة 6 أبريل "إنه ابنى وأخى وزوجى وصديقى وكل رجالى، عمره 22 عاماً فقط، ويحلم أن يعيش فى عالم حر، أخذوه بسبب تضامنه مع قافلة غزة، لأنهم علموا أنه لم يتعلم من التحذيرات التى وجهوها له فى السابق، لهذا أرسلوه إلى سجن النطرون".

وتعود قصة خيرى، وفقاً لمحاميه مصطفى محمود، إلى حملة فك الحصار التى كانت قد انطلقت من ميدان رمسيس مؤخراً، والتى ألقى القبض عليه فيها ثم إخلاء سبيله، "لكنه تعرض لأبشع صور التنكيل خلال الاحتجاز، والآن هو حبيس سجن وادى النطرون بدعوى أنه قليل الأدب كما يردد أمن الدولة".

أحمد الكردى عضو حزب العمل تحدث عن بهاء فزاع معتقل حزب العمل، قائلاً "إنه لا يعقل أن يظل شخص معتقلاً لمدة 5 سنوات، بدون أى سبب وتكون تهمته الوحيدة قراءة مقالات مجدى حسين ومناقشتها مع أهالى قريته".

أما محمد عبد العزيز، أحد شباب 6 أبريل، فندد بالتضييق على حركة الشباب وخاصة النشطاء، قائلاً "إن ما يحدث فى مصر حالياً غير مسبوق، إننا نعيش فى ظل حالة من الركود والجمود السياسى واحتكار الحزب الواحد للحياة السياسية"، وأضاف أن جموع القوى الوطنية ستعتصم حتى يتم الإفراج الفورى عن المدونين المعتقلين. فيما اقترح يحيى قزاز مؤسس حركة 9 مارس، أن يعتصم الشباب والقوى الوطنية أمام معسكر الأمن المركزى بمدينة نصر، مع بدء العيد وليس أمام النائب العام للمطالبة بالإفراج عن معتقلى المعسكر.

0 comments:

Blogger Templates by Blog Forum